لله في أيام دهره نفحات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله بيته الأطهار المطهرين، وعلى أصحابه الغر الميامين، ومن تبعهم إلى يوم الدين، وبعد:

فإن لله تعالى في أيام دهره نفحات.. من تعرض لنفحة منها لتصيبه فلعله لا يشقى بعدها أبدًا.. وهذه النفحات هي مواسم الطاعات، أي مواسم استحب فيه الازدياد من الطاعات والقربات.. لشرف زمانها أو مكانها..

وقد جعلها ربنا عز وجل لنا رحمة منه وفضلا.. فالواجب علينا التعرض لها باستغلالها والاجتهاد فيها.. علّنا ننال رحمة فلا نشقى بعدها أبدًا ونكون من أصحاب النعيم..

ومن هذه الأيام أيام قال فيها صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام) يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [البخاري].

إذن هي فرصة يجب ألا تضيع.. فرصة لتدارك ما كان من تقصير وتفريط وغفلة وتتكاسل.. فرصة ليتزود المرء من أحبّ العمل الصالح إلى الله..

بل ومن عظيم فضل الله تعالى علينا أنه فتح لكل منا باب العبادة ولم يغلقه على عبادة دون أخرى في هذه الأيام.. فمن أحبّ الازدياد من الصلاة فهي خير موضوع.. ومن أراد الصوم فقد كان النبي يصومها.. وهي أيام ذكر..

وفي الجملة عمم النبي صلى الله عليه وسلم (العمل الصالح) ولم يخصّه بعمل دون غيره ليجتهد الناس كلٌ حسب قدرته واستطاعته وما فُتح له فيه من العبادة..

وإذا كان لأهل الدنيا صفقات رابحة لا مجال للخسارة فيها.. فإنه كذلك لأهل الدين صفقات رابحة.. هذه الأيام المباركة من تلك الصفقات الرابحة .. فلا تكونن من أهل الخسارة فتشقى..

يبقى أن خير ما يبدأ به من العمل الصالح في هذه الأيام: التوبة إلى الله.. من تفريطنا في جنبه تعالى ومن تقصيرنا في حقّه عز وجل.. فالتوبة مفتاح التوفيق والخير.. ونسيانها باب الخذلان والشر..

نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا في هذه الأيام للعمل الصالح وأن يتقبله منّا..

مماقرات

جزااااااااااااااااااك الله الف خير فروووشه

وجعله الله في موازين حسناتك