السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
تحية طيبة وبعد،
اعلم أخي أن المودة و الأخوة و الزيارة سبب التآلف والقوة، والقوة سبب التقوى ، والتقوى حصن منيع وركن شديد بها يمنع الضيم ،وتنال الرغائب ، وتنجح المقاصد.
وقد منّ الله تعالى عليهم بالقوة وذكّرهم بنعمته عليهم بأن جمع قلوبهم على الصفاء وردها بعد التفرقة إلى الألفة و الإخاء فقال تعالى(واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)
ووصف نعيم الجنة وما أعد فيها لأوليائه من الكرامة إذ جعلهم إخوانا على سرر متقابلين ، وقد سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الإخاء وندب إليه و آخى بين الصحابة رضي الله عنهم.
وقد ذكر الله تعالى أهل الجنة وما يلقون فيها من الألم إذا يقولون: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم).
قال زياد:خير ما اكتسب المرء الإخوان فإنهم معونة على حوادث الزمان ونوائب الحدثان وعون في السراء والضراء.
وقيل لابن السماك :أي الإخوان أحق ببقاء المودة؟قال:الوافر دينه ، الوافي عقله الذي لايملك على القرب، ولا ينساك على البعد ، إن دنوت منه داناك، وإن بعدت عنه راعاك، وإن استعنت به عضدك، وإن احتجت إليه رفدك، وتكون مودة فعله أكثر من مودة قوله
وقيل لخالد بن صفوان : أيُّ إخوانك أحب إليك ؟ قال:الذي يسد خلتي، ويغفر زلتي، ويقبل عثرتي،.
وقيل: من لا يؤاخي إلا من لاعيب فيه قلّ صديقه، ومن لم يرض من صديقه إلا بإيثاره على نفسه دام سخطه، ومن عاتب على كل ذنب ضاع عتبه،وكثر تعبه، قال الشاعر:
إذا كــنت فــي كلّ الأمــور معاتــــبا***صديقــــك لم تــلق الذي تعــاتبــه
وإن أنت لم تشرب مرارًا على القذى***ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
وقال علي رضي الله عنه:لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث:نكبته، غيبته، ووفاته.
: : : : : : : : :
دمتم في حفظ الله ورعايته