السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الخليفة المنصور حريص على أموال الدولة
فاشترط على الشعراء
1- أنه يجب أن يأتي الشاعر القصيدة من تأليفه
2- من يأتي بقصيدة من شعره أخذ وزن الذي كتبت عليه القصيدة من ذهب
3- الشروط غير مطبقة على الأصمعي
وكان الخليفة ذكي لدرجة أنه كان يحفظ القصيدة عندما يسمعها من أول مرة
وعنده غلام يحفظ القصيدة عندما يسمعها مرتين
وعنده جارية تحفظ القصيدة عندما تسمعها من 3 مرات
وكان يأتي الشاعر المسكين
و قد نظم قصيدة طوال الليل وثم يلقيها أمام الخليفة
فيقول له الخليفة: القصيدة هذه قديمة انني أحفظها منذ زمن بعيد
فيتعجب الشاعر
فيلقيها له
ويقول له الخليفة هناك غيري يحفظها
فينادي علي الغلام فيلقيها له
و الجارية كذلك
فينهار الشاعر
وفي رابطة الأدباء يشكون حزنهم وهمهم لبعضهم البعض
فدخل عليهم الأصمعي و الكل كئيب حزين فيقول ما دهاكم يا قوم
فقالو له
نحن نألف القصيدة من بنيات أفكارنا
ثم نكتشف أن ثلاثة يحفظونها قبلنا
قال لهم أو حصل هذا
قالو نعم
قال أين
قالو عند أمير المؤمنين
فذهب الأصمعي
متنكرا بزي الأعراب و قد ألف قصيدة ملونة صعبة الحفظ
فدخل على الخليفة
- السلام عليكم
- وعليكم السلام
- أنا شاعر من أعراب الموصل
- أتعرف الشروط
-بلى
- اذاً فقل قصيدتك
------------------------------------
صوت صفير البلبل
هيج قلبي الثمل
الماء والزهر مع
مع زهر لحظ المقل
و أنت يا سيدلي و سيدي و موللي
فكم فكم غزيل عقيقلي
قطفته من وجنةٍ
من لثم ورد الخجلي
فقال لا لا لللا وقد غدا مهرولي
و الخوذ ملأت طرباً من فعل هذا الرجل
فولولت و ولولت ولي ولي يا ويللي
فقلت لا تولولي و بين اللؤلؤ لي
فقالت له حين كذا
انهض وجد في النقلي
وفتية سقونني قهوة كالعسللي
شممتها بأنفي أزكى من القرنفلي
في وسط بستانٍ حلي
بالزهر و السرور لي
و العود دندندنلي
و الطبل طبطبلي
طبطبطت طبطبطت طبطبلي
و الرقص قد طاب لي
و السقل سقسقلي
شواشوا و شاهش
على ورق صفرجلي
و غرد القمر يصيح مللٍ في مللي
و لو تراني راكبا على حمارٍ أهزلي
يمشي على ثلاثة كمشية العرنجلي
و الناس ترجم جملي
في السوق في القلقلي
و الكل كعكعكعكع خلفي ومن حويللي
فذهبت الى لقاء ملك معظم مبجلي
يأمرني بقلعة الحمراء كالدمدملي
أجرفيها ماشيامبغددا للذيل
أنا الأديب الألمعي من حي أرض الموصلي
نظمت قطعا زخرفت يعجز عنها الأذبل
أقول في مطلعها صوت صفير البلبل
فبهت الخليفة
جمع ما في كل ذا كرته
فلم يجمع لا دندندنلي ولا غيرها
فقال له أيها الأعرابي هات ما كتبت عليها حتى نعطيك وزنه ذهبا
فقال أيها الخليفة قد ورثت عمود رخام عن أبي
نقشت عليه القصيدة
و هو في الخارج لا يحمله إلا أربعة من الجنود
فوضعه الخليفة علي الميزان
فوزنه بسحب كل ميزانية
فانهار الخليفة وأقد أغمي عليه
وبعد ما أفاق
قال له بعض الحشم يا أمير المؤمنين ما أرى في هذا الأعرابي الا شعر الأصمعي
فكشفوه وعقد الأصمعي اتفاق مع الخليفة ينص على
1- ارجاع أموال الدولة مقابل الغاء الشروط الموضوعة على الشعراء