زائر زائر
| موضوع: ساااااااااارحة والرب راااااااعيها الأربعاء أغسطس 27, 2008 6:39 am | |
| مما قرأت قصة :: سارحة والرب راعـــيهــا
رغم ابتسامتها المقتضبة التي تسلقت اسناناً بارزة الى الامام وتميل للآصفرار حيث تكشف عن لثة خارجه من اللون الزهري الى اللون الابيض بسرعة حتى بدت اللثة كأنها مغطاة بضباب ابيض يخفي خلفه فجوات لحميه .. يا صباح .. يا فتاح ... شو صباح النحس هذا ؟
اقتربت من نافذة السيارة .. لملمت ابتسامتها عندما شعرت انها ليست مناسبة للمكان والزمان وان عليها ابداء الحزم ورسم تكشيره ، حيث تضم الحاجبين ولا تمرر بينهما أي ريح تنازل لئلا يشتم السائق رائحة ضعفها ، يشعر انها جديده عالصنعه ... حاول التودد اليها ، اوتار صوته تحولت الى خيوط من الحرير .. يريد شرح موقفه .. الا انها ناولته الورقة بعناد ، عندما رآى المبلغ المطلوب للدفع شعر ان الورقة كالجمرة، تلسع اصابعه تحاول أن تلقنه درساً في فهم القوانين.
- ولو شو انا عملت ... كلها كلمتين ... ادارت ظهرها .. منتظره ضحية جديدة .. لعن ابنه وشتم زوجته ، واقسم ان لا يذهب الى العمل ..
- النهار من اوله زفت .. زفر انفاسه وعاد ادراجه الى البيت.. البارحه كان في زيارة لمدينة القدس .. تشجع لزيارة القدس خاصة عندما وجد ان باصاً سيقله .. لن يقود السيارة فطوال ايام الاسبوع يعمل في البناء ، عندما يرجع الى البيت يشعر أن الراحه تتجسد في دفء الجدران ويستمتع بهذا الدفء حتى انه يكره قيادة سيارته ، ويصرخ بوجه زوجته عندما تطالبه بالذهاب الى أي مكان ، لا تصدق انه لا يستطيع رفع يديه من التعب .. ويتنفس الصعداء حين تطأ قدمه البيت... اقنعته زوجته بالسفر الى مدينة القدس .. - ما دام في باص .. تعال ارتاح وصلي بالاقصى .... يعرف ان زوجته تحب الذهاب الى القدس لكي تشتري ، مع انه يشعر بالخجل عندما يراها وهي تتأبط ضمم الكعك واكياس المشتريات لكن يفرح عندما تبدأ بفتح الاكياس .. ويعترف انها شاطره .. الحاجيات في مدينة القدس ارخص من دكاكين بلده .. لذلك لا يعاندها عندما تذهب اسبوعياً لكي تصلي في القدس .. لكن هذه المره .. سيذهب معها على شرط. - فش مشترا .. فاهمه؟؟؟
- يا زلمة المشترا من القدس بركه .. حرام لازم انفٌَُع اهل القدس بكفي انو ما حدا بدافع عنهم .. مرمين بين السماء والارض ...
مشى مع زوجته وابنه ، ترك الذين كان بصحبتهم في الباص .. كل واحد حر في حاله .. امسك بيد ابنه .. نزل الدرجات المؤديه الى باب العامود .. جره ابنه .. - تعال يابا .. نشوف هذا الصبي شو ببيع . اشياء صغيرة ، بسيطه ، ملاقط ، مقصات ، سكاكين مطبخ .. فوط للتمسيح ، بالونات .. اراد ان يدير ظهره .. لكن ابنه قال له .. اشتري هاي يابا .. ملصق ( سارحه والرب راعيها ) كلمات فضية ، تبرق .. تعكس اشعة الشمس ... واخذ ابنه يشير بأصبعه اليها - يابا رخيصه .. اشتريها بنحطها على قزاز السيارة .. لم يقتنع بالعباره .. لكن عندما رأى ابنه متحمساً والبريق يطفو فوق صفحة وجهه حتى أصبح بريق العبارة يوازي البريق الطالع من مسامات براءة طفولته. طيب اشتريتها..... انتبهت زوجته التي كانت تشتري من بسطه مجاورة لبسطه الصبي اقتربت.. امسكت بالعبارة - يا الله محلاها .. وين بدنا نحطها ... - عسيارة ابوي يما ..
اجابها ابنه بفرح كأنه اكتشف كنزاً ... عند العوده .. فتش الابن بالاكياس .. رمى كل شيء على الارض حتى وجد العبارة .. اراد ان يلصقها اكتشف انها طويلة ، نادى امه .... راقب زوجته وهي تلف وتدور حول السيارة، لم يهتم وبقي يشاهد نشرة الاخبار .. ناداه ابنه " تعال شوف .. تعال شوف غيرنا شكل السيارة .. " ( سارحه والرب راعيها ) ملتصقه بالزجاج الخلفي للسيارة ... - بتشوش علي .. ما بعرف اشوف وانا سايق .. اراد أن يؤكد لابنه أن العباره ستضايقه في الرؤية... - قالت له زوجته وهي تجلس امام المقود : - شو دخل الجملة بالسواقه .. شوف من بين الكلمات .. تعال .. كيف انا شايفه جوا السيارة ، خرجت من السيارة واراد ان يرى بنفسه
- دخل الى السيارة ..
- جلس امام المقود .. نظر خلفه .. رآى زوجته وابنه .. رآى ابنه مبتسماً وزوجته تحرك يدها كأنها تقول له لا تكسر بخاطر ابنك ... - شايف ما بتأثر يابا .. خليها .. لا يريد ان يغضب زوجته التي وجد انها تقف الى جانب ابنه وتحثه على التمتع بالعباره ، وتنظر اليها من كل الزوايا .. يعرف انها اعجبتها او بالاخص اعجبها البريق المتلألأ من ثناياها .. زوجته تحب كل شيء يلمع .. يبهر .. وتريد ان تلفت الانتباه الى سيارتهم .. كأنها تريد ان تقول للجيران والذين يمروا بالشارع .. سيارتها برعاية الله .. رغم أن سيارتهم قديمه. - يمكن عليها مخالفه .. ممنوع الصاق أي شيء على زجاج السيارة .. هيك انا بعرف .. - ولو كلام بيريح الانسان .. والله شامل هاي السيارة برعايته .. ( سارحه والرب راعيها ) في احلى من هيك .. وهي الشرطه قاعده بالمرصاد الك ... - بس يا مرا سارحه والرب راعيها هاي بتنقال للخرفان والابقار والماعز .. مش للسيارات ..
- يا زلمة كلها سرحان والله راعي .. والله راح يرعاك ويعمي عيون البوليس... - سكت على مضض .. فالكلام أمام هذا السيل من الفرح طعنات - يعني شو بدو يصير يمكن الله يعمي شرطة السير. لم يتوقع ان تمسك به شرطيه السير وتناوله مخالفه صباحاً .. وتعكر مزاجه .. خاصة انه نسي العبارة واعتقد عندما اوقفته انه قد خالف احدى الاشارات ، لكن عندما عرف ان السبب العبارة التي الصقها ابنه تمنى لو يمسك برقبة ابنه لكي يخنقه ، فتح الباب .. تفاجأت زوجته من رؤيته ..
- خير .. شو في ... منين بدو يجي الخير وانتي وابنك علقتوا عقزاز السياره الكلمتين اللي راح يكلفوني ربع معاشي ... - أي كلمتين ؟؟؟ - صرتي ناسيه ( سارحه والرب راعيها ) .. هياي سرحت والرب بعتلي مخالفه .. يلا قومي اقبعيها قامت ، لم تتردد ... تعرف الى أي مدى يكون غضبه ، اذا عاندته سيحطم البيت ، الافضل لها ازالة العبارة عن السيارة .. ابنها في المدرسة ، سيحزن عندما يعود ولا يجد العبارة .. لقد رأت كيف كان البارحة ابنها ينادي اصحابه حتى يشاهدوا العبارة وكيف اقتنع ان سيارتهم تغيرت .. اصبحت اجمل .. هي لم تر هذا الجمال الخاص .. لكن ابنها اكد لها ان اصحابه رأوا شيئاً جديداً غامضاً يحيط بالسيارة وان العبارة اعطت السيارة رونقاً ودهشةً ... حملت طشت الماء .. واخذت تزيل العبارة .. انها ملتصقه ، اعتقدت ان الماء ممكن ان يزيلها لكن تفاجأت ان التشبت وصل الى عمق الزجاج حتى اصبحت الورقة المتلئلئه داخل الزجاج دخلت فيه تمددت في ذرات زجاجه.. ارادت ان تقول لزوجها ، صعب ازالتها .. لكن حاولت تجريب السكين ، اتت بسكين واخذت تزيل الحروف برأس السكين، ازيلت بعض النقاط .. العبارة ما زالت موجوده .. تعبت .. نادت زوجها ... - تعال شوف ... ما بدها تروح جاء .. ذهل من المياه المسكوبة على السيارة .. وعلى الارض وزوجته ممسكة بسكين .. - شو هذا ؟؟؟ قالها الزوج بتعجب !! - شايف ما بدها تروح .. ساع هوانا بفرك فيها ما راحت نقعتها في المي شو بدي اعمل؟ شعر ان العبارة تشده .. تخاذل .. ضعف .. توهج الحروف في العباره يدفعه الى الرفض.. - بتعرفي .. خلي الرب راعيها .. يلعن ابو المخالفات شو راح يقطعوا راسي ... بدي اخليها ويلي بدو يصير يصير....
* كاتبه فلسطينيه
منقووووووووووول
**************
|
|
! .. سارية ليل .. ! عـــضــــــــــو اداري
عدد الرسائل : 421 العمر : 39 الموقع : في اسطورة الحرف
| موضوع: رد: ساااااااااارحة والرب راااااااعيها الأربعاء أغسطس 27, 2008 1:39 pm | |
| الله يسعد قلبك . . . من جد قصة طريفة ومفيدة . . . والله يرعانا يارب . . . . جزيت الجنان . . دممتم بوووود . . | |
|
**كـــــــايدتهمـ** vip عضو vip
عدد الرسائل : 711 العمر : 36 الموقع : مكان مــا
| موضوع: رد: ساااااااااارحة والرب راااااااعيها الأربعاء أغسطس 27, 2008 11:55 pm | |
| | |
|
سوار العسل عضو خاص
عدد الرسائل : 1510 العمر : 30 الموقع : ღ في عـــالمــي الخاص ღ نقاط التميز : 3
| موضوع: رد: ساااااااااارحة والرب راااااااعيها الخميس أغسطس 28, 2008 6:07 am | |
| قصـــه رائــــعه ...
جزاك الله خيــــر ...
ننتظر جديـــدكـ الرائع .... | |
|
ريح الصبا عضو
عدد الرسائل : 37 العمر : 39 الموقع : **حيث يكون العطاء**
| موضوع: رد: ساااااااااارحة والرب راااااااعيها الخميس أغسطس 28, 2008 1:09 pm | |
| مووشااااهيد.. اختيار موفق.. القصه في قمة الروعه.. تقبل مروري.. ريـــح الصبا.. | |
|
هـــلا ... الحـــلا عضو نشيط
عدد الرسائل : 600 العمر : 31 الموقع : المدينة النبوية نقاط التميز : 3
| موضوع: رد: ساااااااااارحة والرب راااااااعيها الخميس أغسطس 28, 2008 8:51 pm | |
| قصة طريفة في ظاهرها تحمل في خباياها معاني عميقة | |
|