السلام عليكم ورحمه الله
والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصحة النفسية هي قدرة الانسان علي ازالة العقبات التي تواجهه بسلوك سوي يتميز بالمرونةوالتي تكفل له التوافق السليم مع هذه العقبات، ومن ثم يتحقق له الاتزان النفسي الذي يعتبرالمؤشر الطبيعي الجيد للصحة النفسية.
وترتبط الصحة النفسية بالحياة الفاضلة والأخلاق الحميدة بما يكفل التوازن بين احتياجات الجسد والروح ، ومطالب العقل والقلب.
واذا كانت الصحة العضوية هي خلو الجسم من الأمراض والآلام وسلامة الأجهزة العضوية وأعضائها ووظائفها الفسيولوجية من أية اضطرابات أو خلل أو تشنجات بما يكفل للانسان النشاط والقوة والحيوية اثناء ممارساته العادية في حياته اليومية.
فان الصحة النفسية هي خلو النفس من المشاعر السلبية بكافة أنواعها وعلي مختلف درجاتها ومستوياتهابما فيها الحقد والكراهية والغيرة والحسد وسوء الظن والغضب والعدوانية بنوعيها اللفظي والعضوي والتفكير غير العقلاني والاستسلام للشهوات.
وذلك علي سبيل المثال وليس من باب الحصر بما يكفل للانسان الراحة والرضا والطمأنينة والهدوء والسكينةلنفسه بما ينعكس علي سلوكياته الايجابية بشكل عام مع المحيطين به والمخالطين له في الأسرة والجيرةوأماكن الدراسة والعمل.
وبناء عليه فان الاتزان النفسي يدل علي الصحة النفسية الجيدة ويرتبط ارتباطا وثيقا بالأخلاق الحميدة التي توفر سلامة النفس والبدن علي حد سواء.
ولذلك كان رسول الله صلي الله عليه وسلم رائدا واماما ومعلما ومرشدا ونموذجا وأسوة في مجال الصحةالنفسية الجيدة لأن خلقه كان القرآن.
وكذلك كان صحابته الذين يتبعون خطاه ويسيرون علي نهجه وسنته وهداه في مقدمة الأصحاء عضويا ونفسيافي تاريخ السيرة النبوية الشريفة.
وللصوم أثر كبير في تحقيق الصحة النفسية للانسان .. ففيه تدريب للانسان علي مقاومة شهواته والسيطرةعليها مما يبث روح التقوي عنده.
" يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين
من قبلكم لعلكم تتقون. " ( البقرة: 183)
واستمرار هذا التدريب النفسي علي ضبط الشهوات والسيطرة عليها يقود الانسان الي التحلي بقوة الارادة،وصلابة العزيمة .. ليس في التحكم في شهواته فحسب وانما في سلوكه العام في الحياة ، وفي القيام بمسئولياته وآداء واجباته ، ومراعاة الله تعالي في كل ما يقوم به من أعمال.
وفي ذلك ايضا تربية لضمير الانسان، فيصبح الانسان ملتزما دائما بالسلوك الحسن الأمين بوازع من ضميره من غير حاجة الي رقابة من أحد عليه.
وفي الصيام ايضا تدريب للانسان علي الصبر علي الجوع والعطش والامتناع عن الشهوات مما يعلمه الصبرعلي تحمل مشاق السعي وراء الرزق، وآلام المرض، ومتاعب الحياة وكوارثها.
والصبر من الخصال الانسانية الحميدة التي أوصي الله تعالي الانسان كي يتحلي بها حيث انها تعينه علي مجاهدة النفس ومقاومة أهوائها وشهواتها، ولنا في أنبياء الله أسوة حسنة وقدوة طيبة نقتدي بها.
ومن الفوائد النفسية للصيام شعور الغني بآلام الجوع مما يبعث في نفسه الرحمة والشفقة علي الفقراءوالمساكين مما يدفعه الي البر والاحسان اليهم .. الأمر الذي يقوي في المجتمع روح التعاون والتضامن والتكافل الاجتماعي.
وللصوم آثار ايجابية كبري في التخلص من المشاعر السلبية المصاحبة للانسان، كما انه علاج للآكتئاب والقلق والوساوس حيث أن التقرب الي الله يمنح أملا في الثواب ، ويجدد الرجاء دائما لدي الانسان في الخروج من دائرة اليأس، والمشاركة مع الآخرين في الصيام والعبادات والأعمال الصالحة تساعد علي انهاء حالة العزلة التي يفرضها الاكتئاب.
كما أن شعور الاطمئنان المصاحب لصيام رمضان وذكر الله بصورة متزايدة خلال هذا الشهر يسهم في التخلص من مشاعر القلق والتوتر ويحقق للانسان السكينة والاطمئنان.
كما أن الصوم يسهم في تقوية ارادة المرضي الذين يعانون من الوساوس القهرية فاستبدال اهتمامهم بهذه الأوهام ليحل محلها الانشغال بالعبادات وممارسة طقوس الصيام والصلوات والذكر مما يعطي دفعةروحية داخلية تساعد المريض علي التغلب علي تسلط الوساوس المرضية.
ان استقامة النفس بالصوم هي الباب الملكي الي الأمن النفسي وتحقيق التوازن والاعتدال بين حاجات النفس والجسم جميعا.
وليعلم كل منا أنه لا أمل في أبناء بغير آباء صالحين يحملون الأمانة ويعرفون واجبهم ويقدرون مسئوليتهم نحو ربهم وأبنائهم ومجتمعهم، ولا مستقبل لمجتمع يقوم أفراده علي الاهتمام بتطبيق عادات الغرب وتقاليده، وينسي أو يتناسي الاهتمام بتطبيق تعاليم الاسلام وآدابه وأحكامه.
والحقيقة التي تفرض نفسها بأن لا تتكون الأسرة الصالحة الا باتباع المنهج الرباني الذي منح كل فردالاجابة الشافية والمعرفة الواقية بالطريق الواجب اتباعه، والسلوك الأمثل الواجب الاقتداء به، والخلق الفاضل الواجب التحلي به مما يضمن الاستقرار والأمان
مــــــــــــــــــــنــــــــــــــقـــــــــــــــــــــول