نثر بعنوان(حنـــان الام وعطفها)

حنان الأم وعطفها

المقدمة

يحثنا الله سبحانه وتعالى على الخير والإحسان وطاعة الوالدين والبر بهما ومعاملتهما المعاملة الحسنة وطاعتهما باستمرار وفي كل الأوقات لأنهما هما الخير كله ، هما اللذان يقومان بإنجابنا وتربيتنا وإطعامنا والاهتمام بنا كل الاهتمام من مأكل وملبس وكل شئ .
قال تعالى :
( َوقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا .وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )
وقال الله تعالى :
(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير)ُ.

ولنرى مدى عطف الأبوة والأمومة ورقة قلوبهم وعطفهم على الأبناء وتمنياتهم لهم بالخير والسعادة رغم هذا نلاحظ أن بعض الأبناء لا يقومون بإعطاء حقوق والديهم وهذه القصة توضح ذالك .

القصة

كانت هناك أسرة صغيرة تتكون من أب وأم وطفل صغير ، يعيشون في بيت قديم حياة فقر وبؤس ، الأب يشقى ويتعب في سبيل توفير لقمة العيش ، والأم ترعى ابنها وتقوم بشئون البيت المتهالك ورغم هذه الظروف تعيش الأسرة في سعادة وهناء وذات يوم كانت الأم تطهو الطعام وتنتظر قدوم زوجها من العمل ، وإذ بطارقٍ يطرق الباب ، ففتحت له الأم مستبشرة بقدومه فإذا بناعٍ يخبرها بوفاة زوجها العزيز ، كم كان الخبر مؤلماً وقاسياً عليها كأنها صاعقة هوت عليها .
مات الأب وترك ابنه الصغير وزوجته في حياة بائسة ، كيف ستتحمل هذا بدون ساند لها وكيف يعيش ابنها الصغير الذي يحبو ويلعب بدون أبٍ يرعاه ويعتني به .
ومرت الأيام وتعددت الأسابيع ومرت الشهور وتوالت السنين وتولت الأم المسئولية في تربية ابنها وفرَغت نفسها لذالك ، فكانت تحرم نفسها وتعطيه ، تنام في البرد وتغطيه وتعطش لترويه ، ليس لها أمل في هذه الدنيا سوى هذا الابن فكانت تنظر إليه كأنه كل الدنيا حين يبكي لا ترتاح حتى يسكت ، تتألم لألمه وتحزن لحزنه وتفرح لفرحه .
وكانت تدعوا الله أن يجعله ولداً صالحاً مخلصاً ومطيعاً لله ولها ، وكانت تربيه وتعلمه ترضيه وتنصحه ، ترعاه وتفرحه حتى كبر .
وتخرج الابن وحصل على وظيفة تؤمن له مستقبله ، وبعد أن تحسنت الظروف ، فرحت الأم وتمنت أن يكون له بيت سعيد ، ويعلم الله كم عانت الأم من ويلات حتى تزوج وعاش الجميع في بيت واحد تسوده المودة والمحبة والعطف والحنان .
وما أن مرت الأيام انقلبت المودة إلى جفاء والمحبة إلى كره والحنان إلى قسوة وتعالت الأصوات ودبت الخلافات وأصبحت الخصومة والنزاعات هي السائدة وبدأت المرأة الجديدة تعامل الأم معاملة قاسية جداً ، ولكن الأم صبرت في سبيل إسعاد ابنها وكانت لا تشتكي لولدها حتى لا يزداد غضبه وتتسبب بمشاكل بينه وبين زوجته حتى ملت الزوجة من الأم الحنونة .
وذات يوم عاد الابن إلى البيت ، فقالت له زوجته :- أنا أو برميل القمامة ، تعني أمه ، فقال لها سأفعل ما تريدين ، وفي لحظة نسى أمه وكل ما فعلته من أجله ليرضي زوجته .
فقام الابن بحمل أمه إلى مكان بعيد وصعد بها جبلاً عالياً بمشقة وتعب حتى أوصلها إلى قمة الجبل ، ووضعها في كهف مظلم وترك لها حفنة من الطعام وقليلاً من الشراب ، وفي طريقه راجعا للبيت شعر بالذنب والأسى والحزن على ما فعله بأمه ، فرجع إليها متنكرا حتى لا تعرفه فوجدها تبكي ، فقال لها :-
ما يبكيك أيتها العجوز ، فحكت له ما جرى .
فقال لها :- أيبكيك هذا الذي فعل بك ما فعل .
قالت :- لا يبكيني ما فعل بي ، بل الذي يبكيني خوفي عليه حين رجوعه من هذا الجبل الشاهق في أن يسقط أو يحدث له مكروه .
فشعر الابن بالندم والذنب فبكى بكاءاً مرَاً واحتضن أمه وقال لها :- سامحيني يا أماه ، لقد أخطأت في حقك وإنني نادم على ما فعلت ولن أكرر ذالك أبداً ، ولعل الله يغفر لي خطيئتي أنه لا يغفر الذنوب إلا هو .
قالت الأم :- سامحك الله ورضيت عنك يا ولدي .
ورجع بأمه إلى بيته يضرب بشدَة وما أن وصل البيت وجد زوجته تبتسم لخلو بيتها من أم زوجها فإذا بالأم معها وزوجها ينهرها لك بأمي أو بيت والدك وقص لزوجته مشاعره وما حس به بعد أن وضع أمه في الكهف .
وقال لزوجته :
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )

فلتعلمي إن رضا الله من رضا الوالدين ومعصيتهما من معصية الله واعلمي إن الجنة تحت أقدام الأمهات وأن الأم هي الجنة والنعيم والخير ، فمن كان يريد الجنة فعليه بطاعة والديه والإحسان إليهما .

ـــ منقول ـــ

جزيتي خيــــــــــــترا اختي
حقا انها محزنه Sad

بس الحمد لله
على كل شي
يسلمووو خيتوووو

جــزيـتِ خـــيرآ غــالـيتــي

الحـمـــد لله عــلى نعــمه

هادئه الروح

اليراع الدامي

واياكم...